يُعد خشب العود واحدًا من أندر وأفخم أنواع الأخشاب العطرية التي استخدمت منذ قرون في صناعة العطور والبخور. بعبقه الفريد ونفحاته الدافئة، أصبح العود رمزًا للفخامة والرقي في العالم العربي وخارجه. سواء أكان في شكل زيت عطري فاخر أو بخور يملأ الأجواء بعبيره الأخّاذ، يظل خشب العود الخيار الأول لعشاق الروائح العميقة التي تجمع بين الأصالة والترف.

ما هو خشب العود؟

خشب العود هو نوع نادر من الخشب يُستخرج من أشجار العود، وخاصة من شجرة "أكيلاريا"، التي تنمو في مناطق جنوب شرق آسيا مثل الهند، لاوس، ماليزيا، وإندونيسيا. يتشكل العود نتيجة تفاعل طبيعي داخل الشجرة عند تعرضها لنوع معين من الفطريات، مما يؤدي إلى تكوّن مادة راتنجية غنية تمنحه رائحته الفريدة. ويُعتبر هذا التفاعل نادرًا، مما يجعله من أغلى المواد العطرية في العالم.

أنواع خشب العود وخصائصه

هناك عدة أنواع من خشب العود، تختلف في جودتها ورائحتها وفقًا لمصدرها وطريقة معالجتها، ومنها:

• العود الهندي: يُعتبر من أرقى أنواع العود برائحته القوية والفاخرة التي تدوم طويلًا.
• العود الكمبودي: يتميز برائحة ناعمة وحلوة قليلًا، وهو من الأنواع المحبوبة في العالم العربي.
• العود الماليزي: يجمع بين القوة والنعومة في رائحته، مما يجعله مناسبًا للاستخدام اليومي.
• العود اللاوسي: نادر وثمين جدًا، يتميز برائحة دافئة وثقيلة تدوم لفترات طويلة.

خشب العود في العطور

يُستخدم خشب العود في صناعة أفخم العطور العالمية، حيث يُضفي لمسة شرقية ساحرة تمتزج بتناغم مع مكونات أخرى مثل العنبر والمسك والورد. ويُعد العود مكونًا أساسيًا في العديد من العطور العربية التي تعكس الهوية التراثية والفخامة. كما يفضله كثيرون بسبب ثباته القوي وقدرته على منح العطر طابعًا مميزًا يدوم لساعات طويلة.

المباخر ودور العود في تعطير الأجواء

إلى جانب العطور، يُستخدم خشب العود على نطاق واسع في المباخر لتعطير المنازل والمجالس. يحظى تبخير العود بشعبية كبيرة في المناسبات الخاصة، مثل الأعراس والأعياد، حيث يضفي جوًا من الفخامة والدفء. وتُصنع المباخر بتصاميم متنوعة تناسب مختلف الأذواق، فمنها التقليدية المصنوعة من النحاس أو الفخار، وأخرى عصرية مزودة بتقنيات تسخين كهربائية للحفاظ على نقاء العود أثناء احتراقه.

فوائد خشب العود وتأثيره النفسي

يُعرف خشب العود بخصائصه المهدئة التي تساعد على الاسترخاء وتخفيف التوتر. استُخدم في الطب التقليدي لتعزيز الراحة النفسية وتحسين جودة النوم. كما يُعتقد أن استنشاق دخانه يعمل على تحسين الحالة المزاجية ومنح الشعور بالصفاء الذهني.

ختام، يظل خشب العود رمزًا للفخامة والعراقة، سواء في العطور الفاخرة أو عند تبخيره في المجالس والمنازل. برائحته الدافئة والعميقة، يمنح العود لمسة من السحر الشرقي الذي لا يُقاوم، مما يجعله خيارًا مثاليًا لمحبي العطور التي تعبّر عن الأصالة والتميز.