This website uses cookies to ensure you get the best experience on our website.
To learn more about our privacy policy Click hereتُعد جراحة الكفة المدورة في مصر من الإجراءات الطبية المتقدمة التي تشهد تطورًا ملحوظًا بفضل توافر الكوادر الطبية المتخصصة، والتقنيات الحديثة في التشخيص والجراحة. تحظى هذه الجراحة باهتمام كبير، خاصة بين المرضى الذين يعانون من آلام الكتف المزمنة أو القيود الحركية الناتجة عن تمزقات في أوتار الكتف، مما يدفعهم إلى البحث عن حلول فعالة لاستعادة وظائف الكتف وجودة الحياة اليومية.
الكفة المدورة هي مجموعة من العضلات والأوتار التي تحيط بمفصل الكتف وتساعد في تثبيته وتوفير مدى واسع من الحركة. تتكون هذه الكفة من أربع عضلات رئيسية: فوق الشوكة (Supraspinatus)، تحت الشوكة (Infraspinatus)، تحت الكتف (Subscapularis)، والتقسية الصغيرة (Teres Minor). وتعمل هذه العضلات بتناغم دقيق لتمكين الذراع من أداء الحركات المختلفة مثل الرفع والدوران والدفع.
تتعدد الأسباب التي قد تؤدي إلى إصابات الكفة المدورة، والتي يمكن أن تكون ناتجة عن:
التمزق الحاد: ويحدث غالبًا بسبب إصابة مفاجئة مثل السقوط أو رفع أوزان ثقيلة بطريقة خاطئة.
التمزق المزمن: وهو الأكثر شيوعًا، ويحدث نتيجة الإجهاد المتكرر للكتف، خصوصًا في الأشخاص الذين يستخدمون أذرعهم بشكل مفرط في العمل أو الرياضة.
التقدم في العمر: حيث تضعف الأوتار مع الوقت وتصبح أكثر عرضة للتمزق، خاصة بعد سن الأربعين.
العوامل الوراثية أو التشريحية: مثل ضيق الفراغ تحت العظم الأخرمي مما يزيد من احتكاك الأوتار.
من أبرز أعراض إصابات الكفة المدورة:
ألم مستمر في الكتف يزداد عند رفع الذراع أو عند النوم على الجانب المصاب.
ضعف في الذراع وصعوبة في أداء الحركات اليومية مثل تمشيط الشعر أو ارتداء الملابس.
صوت "طقطقة" أو إحساس بالاحتكاك داخل المفصل.
في الحالات المتقدمة، قد يصبح من الصعب تحريك الذراع تمامًا.
يعتمد تشخيص إصابة الكفة المدورة على مجموعة من الإجراءات، تبدأ بالفحص الإكلينيكي حيث يقوم الطبيب بتحريك الكتف بطرق معينة لتقييم الوظيفة الحركية. يلي ذلك استخدام وسائل التصوير الطبي مثل:
الأشعة السينية (X-ray): لاستبعاد وجود مشاكل عظمية مثل التكلسات أو تضيق المسافة تحت الأخرمي.
الرنين المغناطيسي (MRI): لتحديد حجم وموقع التمزق بدقة، وتقييم حالة الأوتار والعضلات المحيطة.
الأشعة بالموجات فوق الصوتية (Ultrasound): كوسيلة فعالة وسريعة لتقييم الأوتار.
ليست كل حالات تمزق الكفة المدورة تحتاج إلى تدخل جراحي. في المراحل المبكرة أو في حال كانت الإصابة بسيطة، يمكن أن يُعتمد على العلاج التحفظي مثل:
الراحة وتعديل الأنشطة اليومية.
العلاج الطبيعي لتحسين القوة والمرونة.
الحقن الموضعية بالكورتيزون لتخفيف الالتهاب والألم.
إلا أن الجراحة تصبح ضرورية في الحالات التالية:
فشل العلاج التحفظي بعد عدة أشهر.
وجود تمزق كامل أو تمزق كبير في الأوتار.
استمرار الألم وضعف الذراع بدرجة تعيق الحياة اليومية.
تمزقات ناتجة عن إصابات حادة حديثة.
جراحة الكفة المدورة في مصر تتم عادة باستخدام المنظار الجراحي، وهو أسلوب دقيق وأقل تدخلًا من الجراحة المفتوحة. وتشمل الخطوات الأساسية:
التخدير: إما كلي أو موضعي بحسب حالة المريض.
إدخال المنظار: من خلال شقوق صغيرة يتم إدخال أدوات الجراحة وكاميرا لعرض صورة داخلية واضحة للكتف.
تنظيف المنطقة المصابة: إزالة الأنسجة التالفة أو الأجسام الحرة.
إصلاح التمزق: باستخدام خيوط طبية خاصة لتثبيت الأوتار الممزقة إلى العظم.
إغلاق الشقوق: ووضع الضمادات اللازمة.
تختلف مدة التعافي من شخص لآخر، ولكن بشكل عام، تشمل مراحل التعافي:
المرحلة الأولى (أول أسبوعين إلى 6 أسابيع): يتم تثبيت الذراع في حمالة خاصة لتقليل الحركة.
المرحلة الثانية (من 6 إلى 12 أسبوعًا): تبدأ جلسات العلاج الطبيعي لتحسين نطاق الحركة تدريجيًا.
المرحلة الثالثة (من 3 إلى 6 أشهر): يتم التركيز على تقوية العضلات وتحسين القدرة الوظيفية للكتف.
العودة الكاملة للنشاط: قد تستغرق من 6 إلى 12 شهرًا، خصوصًا للرياضيين أو من يقومون بأعمال شاقة.
تشهد جراحة الكفة المدورة في مصر تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة بفضل ما يلي:
توافر أطباء متخصصين في جراحة العظام والمناظير، مدربين في مراكز طبية دولية.
وجود مراكز طبية مزودة بأحدث الأجهزة التشخيصية والعلاجية.
التكلفة المعقولة مقارنة بالعديد من الدول الأخرى، مما يجعل مصر وجهة مناسبة للسياحة العلاجية في هذا المجال.
تطبيق معايير الجودة والتعقيم والسلامة العالمية.
إصابات الكفة المدورة من الحالات الشائعة التي قد تؤثر على جودة حياة الفرد بشكل كبير. إلا أن التشخيص المبكر، والعلاج المناسب سواء تحفظي أو جراحي، يمكن أن يساعد بشكل فعّال في استعادة وظائف الكتف. ومع التطور الطبي المستمر، أصبحت جراحة الكفة المدورة في مصر خيارًا موثوقًا ومتاحًا لعدد كبير من المرضى، سواء من داخل البلاد أو خارجها. ومن خلال الدعم الطبي والتأهيلي المناسب، يمكن للمريض العودة إلى حياته الطبيعية بثقة وراحة.
Comments